خواطر لامرأة سورية في الشتات ٣

نظرة تائهة وخائفة أخذت مني تنظر يمنة ويسرة وكأنها خائفة من موت قادم،نظرت وقالت (لو سمحتي) لإمرأة كانت ،تقف في ممرا شبه معتم قالت لها أرجوكي،أني بحاجة لتساعديني كانت الكلمات،تائهة تختلط بنبرة القمع والخوف أجابتها المرأة تفضلي ماذا تريدين، قالت زوجي يضربني ضربا مبرحا ويقمعني،وهو كبير عمره ما يقارب الخمسة والخمسون، وسألتها المرأة كم عمرك قالت (16) سنة حزنت المرآة فقد كانت،من نفس البلد من (سوريا) فجأة أتت،للمرأة نفحات صراح جارتها وهي تأكل،ضربات من زوجها ورائحة القهوة والسجائر الخجولة ونساء الشرق،الذين لا يستطيعون حتى الحلم بأنوثتهن،أخذت المرأة تسمع القصة وقررت الذهاب للمكتب كان المكان،بمجمع أو بمعسكر للسوريين اللاجئين،وحجاب الفنتاة الوردي وخديها الورديان وعينيها الخائفتين المغرقات بالدموع تحكي قصة كل فتاة عاشت في بيوت سوريا. ذهبت المرأة للمساعدة فهي ،كانت تجيد قليلا اللغة الإنكليزية وفي وسط الزحام ورائحة التبغ الرخيص وأصوات الرجال الذين،هم خائفون أن تسلب منهم رجولتهم في مجتمع لا يفرق بين الرجل والمرأة في مجتمع يقدس الإنسان،شرحت المرأة قصة الفتاة فأجابتها،المسؤولة وهي أجنبية الأصل،أقصد بها أنها من الغرب ليست شرقية،وهل قلتي للفتاة أنه هنا ممنوع ضرب، المرأة فقالت اذهبي وأحضريها،فقانوننا ينص بعدم وجود العنف،وفي ذاك المساء والساعة قد قاربت السادسة مساء كانت الشمس لا زالت في،الماء وتحاول الإختباء لتأتي بيوم جديد تحاول،لو تحضر معها قليلا من الفرح لأناس قد سلبت منهم بلدهم وحريتهم وثقافتهم لأطفال،ضاعت ألعابهم تحت التراب وقصصهم ومراييل
مدارسهم ولأطفال رحلوا بدون وداع،عادت المرأة وفي قلبها قوة تهز الجميع،أساطير الشرق وقمعهم وعندها مفاتيح،لجواري قد سلبت منهم حريتهم وعمرهم،وجدت الفتاة جالسة عند خيمتها مع زوجها ،كان وجه الزوج أسمرا غامقا،مائل إلى الزرقة وشعره الأشيب،وملابسه الرثة أثبت للمرأة هذا ،من أكثر الرجال خوفا من تؤخذرجولته فيه. أتت الفتاة مع المراة ولكنها كانت ،ترتجف فقالت لا أريد سابقى معه، لأنه سوف يؤذيني
ويؤذيك أمسكت المرأة بيد،الفتاة وقالت تعالي معي ولا تخافي،عند المرأة كلام كثير عن قوانين تلك ،لابلاد ولكنها تعجز عن سردها وكلامها،لشدة أصوات الأشخاص الموجودين بكثرة وهم يتكلمون نفس اللغة وهي اللغة العربية،ركضت المرأة والفتاة. المرأة كانت ،تقارب الأربعين عاما وكانت ممتلئة ،ولكنها أنثى تعتز بأنوثتها وتريد أن توصل ،للناس صوت أنثى جديدة معذبة في ،سراديب العذاب. ركضت الفتاة وكاد،نفسها ينقطع ودموعها تتطاير وهي تركض،والمرأة أوشكت أن يقف التنفس عندها تماما،وأمام باب المكتب الرئيسي كانالرجال والحراس يمنعون صرخة المرأة. حالة اضطرارية،أرجوكم أفسحوا لها الطريقالحراس الذين عند الباب دخلت المرأة ومعها الفتاة ليجدوا،ازدحام آخر في الداخل،عاودت المرأة بالصراخ حالة،اضطرارية أرجوكم،وسرعان ما أحضروا حائط مثل،ساتر يقال عنه بارتيشن وأدخلوها،للداخل وجلسوا يسمعون القصةوالفتاة ترتجف وتبكي وقد أوشكت ،أن تفقد الوعي،على ركبتيها وهي تقبل يد الفتاة وكأنها ملاك من السماء وتقول،بلغتها قولي لها هي الآن بأمان، لكن الفتاة كانت تقول (بدبحني والله ليدبحني)، وتنظر للباب ،المغلق وهو قليل الشفافية لتقول،(أجا أجا هدا هو)،وتقول أنه يرتدي سترة حمراء،أرجوكم لا تعيدوني إليه سيقتلني أتت الشرطة والجهات المختصة،وأخذت الفتاة في الحال،وبقيت المرأة ولم تنتبه بأنها،ستواجه مجتمعا كاملا ووضعها بين حقائبه النساء قبل الرجال كن ينتقدن ،المرأة ويوبخنها لماذا فعلت ،ذلك (ليش خربتي بيت المرة)نظراتهن ملابسهن رائحتهن ترفض،الإنسانية ترفض الحرية لا كرها، بها ولكنهن لم يعتدن عليها أما الفتاة. فقد ذهبت وقد وضعت قدميها فوق قوس قزح ليذهب بها رحلة مارا بطفولتها الضائعة إلى مراهقتها المسلوبة وهنا يبقى القول بأنه الإنسان هو أغلى ما تملك الكرة الارضية على الإطلاق. وأنا أقول لله شكرا بأنني انثى.

رينا درويش: سورية مقيمة في المانيا*

أضف تعليق